روح البحث

السبت، 17 أغسطس 2013

حطـــــــام 8

طقوس الاحزان...
وغيمة الكآبة
زخة ندية من
مزن الوفاء!


اخترقتني رائحة الياسمين كشظايا قذيفة، كل شيء ساكن يستفز حممي  ..ماهذا السكون الذي يعج بهذا الملكوت، كيف لا تتزلزل أركان الدنيا من بشاعة البشر؟ أنا في قعر وادٍ سحيق أكاد أملأه صراخا وألما ودما! حتى أنت أيها الياسمين تآمرت مع أوجاعي..قد كنت لي بلسما فما الذي صيّرك أسيدا يحرق مسامي!
 لا شيء كان يرطب جفاف مزاجي كشذى الياسمين ذات دهر.. لماذا يداهم هذا السواد باب قلبي المحطم، تكثفت غيمة حبلى باللوعة والعذاب في حناياي تكاد تمطر وترعد ؟ أهو الوفاء؟ أهي العشرة؟ أأمنحه هذا الوسام؟ أيستحق أن انغمس حدادا في عرسه! أم هو ندب الماضي والبكاء على اطلال سني عمرٍ راحت هباء، وصبرٍ تجرعته على وهم! أم هو غرور الانثى الغبي وحسب! غرور على حطام، وكبرياء على جثة قصة!  
يالذيذ يارايق!
كانت شقيقتي الصغرى قادمة نحوي..
ابتسمت وأنا اتشاغل برائحة الياسمين!
ضحكت شقيقتي: هههه مازلت على عادتك وعشق الياسمين! لا يقرب هذه الياسمينة غيرك! اظنها باتت تعشقك!
تبددت غمامة الغضب لتنجلي لي الياسمينة العاشقة، فعانقتها عيناي بحب واعتذار عن البذاءة التي صدرت من هواجسي!
قطعا لن اغير عاداتي! وهل كنت تظنين اني كنت اقتطفها له!
ابتسمت: تعجبينني ، انت هنا ثملة برحيق الياسمين، وامي هناك ثملة بحظك العاثر! 
جلست بجوار أبي وهو يتناول العشاء، جاءتني امي بطبق من العدس والحروف تتكسر بين اسنانها غضبا: ذلك المعتوه سيظن انه سيجد افضل من ابنتي !  
تنهدت وهي تندب حظ ابنتها الذي يفلق الصخر! اذا استمرت امي بالنواح واللطم بالكلمات..سأنهار وابكي..علي أن احسم الأمر!
نظرت إليها بحزم: أمي أنا من فارقته وليس هو من فارقني! أنا التي لفظته من حياتي بعدما أحالها إلى قطران!
هدأت والدتي وجلست مقابلي، قلت لها مطبطبة: لم يعد يعنينا ياأمي، لم يعد يمت إلينا..  يتزوج ..يطلق.. ينفلق!
هز والدي رأسه مبتسما، وكأنما اطلقت سراح أسباب غضبهما، ووطنت لهما أسباب الطمأنينة!
التهمت عشائي بعزم .. لا أحب لهما التعب والحزن بسببي.. يكفيهما هم المرض وهموم اخوتي.. لا ارغب في رؤية التعاسة تكتسي محياهما! ساخلع طقوس الحداد والذبول، وسارنو للحياة بعيون مشرقة، اعاهدكما سابحث عن اسباب سعادتي ولن اتوانى.. سأطلّق هذا الماضي الدميم، وساستشرف المستقبل بعيون رومانسية، وسأحيا الحاضر بكل تجلياته، نعم أبي وأمي سابتسم!

يتبع،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق