روح البحث

السبت، 31 أغسطس 2013

تأمـــــل قليــــــلا!

عمامتي ، كسوتي، رأسي،
ثلاثة لقاء اقل من درهم.
نفسي، اسمي لا يذكران لقاء اقل من عدم!
جلال الدين الرومي ..




أن يتحرر الانسان مما يعقد حياته ويعقد أحاسيسه وارتباطاته.. أن يتحرر من رق ممتلكاته ..فقد اوضحت الدراسات أن الانسان يستخدم 20% فقط من مقتنياته و80% مجرد تخزين وتكديس!
عندما يبدأ الانسان بالتخلص من هذه 80% ويكتفي ب20%
فإنه سيزيح عن كاهله ثقلا عظيما ..وهي رغبة التملك ورق رغبات النفس الانانية! ولكن المرحلة الأعظم عندما يبدأ بالتخلي عن اشياء من هذه ال20% بسماحة نفس وحب

مما يذكرني برواية قواعد العشق الأربعون عندما اجبر شمس الدين التبريزي الشيخ جلال الدين أن يلقي بكتبه الأثيرة في غيابة الجب!
جاء الانسان الى الدنيا لا يحمل من متاعها شيئا وسيغادرها كما جاء!!
أن يتماهى الانسان بطبيعته المائية السهلة المرنة بما أن جسده 75% ماء ..ويعيش على كوكب مائي مماثل..فيتجاوز الصخور بسلاسة كالنبع الجاري إلى مصبه!

يقول داير وين ..إن القسوة موت! والجلافة ليست طبيعة الأحياء بل الأموات..الورقة الخضراء لا تقسو إلا عندما تموت..وكذلك المخلوقات!
أن يخرج الإنسان من سيطرة الايجو .. ويدرك أنه كائن كباقي الكائنات وأنه ليس مركز الكون ليطالب الآخرين باستحقاقات نرجسية! كأن يطلب الحب والإحترام والمقابل على كل شيء! التوقعات هي ما تكسر نفس الانسان..ولهذا يكتئب عندما تتعرض آماله للإحباط! فما عليه الا ان يتواضع ويعامل الناس كما يحب أن يعاملوه وهذه عين الحكمة " هل جزاء الاحسان الا الاحسان" !
الاستقامة الحمقاء ..غول العقول الصغيرة! أن يتحرر هذا الانسان من رق نظرة الآخرين وتصوراتهم المثالية عنه .. وأن يحيا حياته بانسانيته وفطرته!
أكثر ما يسبب للإنسان التوتر والغضب هو قلقه على صورته الأفلاطونية أمام الاخرين! فيعيش حياة مزدوجة فقط لإرضاء الآخرين ! كما ذكر مصطفى محمود* قصة محمد افندي بسيوني ..الذي عاش حياة متناقضة قضاها في النفاق وحرص على صورته أمام الناس ..كي يبدو رجلا محترما!
فلا يثيره إلا إذا قيل له شكلك غير محترم ..دخل كلية التجارة ليقال عنه جامعي محترم تزوج مبكرا ليقال رجل محترم ..اختار اصدقاءه من كبار الموظفين ليقال محترم ..وقبل ان يتحدث يفكر قليلا ..ماذا يقول الناس المحترمون في مثل هذه المناسبات..فما كان من ابنه إلا تقيأ هذه السيرة المحترمة بفضيحة بجلاجل!!
وهذا ما فعله شمس التبريزي مع جلال الدين الرومي..أن جعله يتخلص من هالة الشيخ الوقور! مما سبب صدمة لمريديه

وهذا ما يذكرني بنصيحة المعالج لمريضه القلق*..ان يخرج امام الناس حافيا كي يستطيع التخلص من سيطرة الناس على حياته!

في المحصلة إنها أفكارك..التي تقود سلوكك وليس الظروف! فلا تعلق أخطاءك على مشجب القدر والظروف..إنها إرادتك أيها الإنسان واختيارك! فغير من الآن أفكارك وتأمل نفسك بانسانية ولو لمرة !
-----------
*كتاب الحب والحياة


* مقال/ ل د. أحمد بن علي المعشني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق