عندما
ولدت مسرتي!
حينما تمطرك الحياة في لحظة قحط..وتعطف عليك اخيرا اقدارك..وتضع في كفك قطعا
من السكاكر.. وتربت على كتفك.. بقلب مفعم بالنور.. وتتطاير في سمائك طائرات ورقية
تشع زهاء ..وتنتشر في ليلك نجوم ناصعة كندف الثلج.. حتما ستتغلفك حالة انتشاء!
ارتوت عروقي بتلك اللحظات الآسرة.. آه أمي ماذا احكي؟
أأخبرك عن صباح روتيني في العمل تم قطع
وتيرته الباردة.. بمكالمة من نار..لتحيل بقية النهار الى ليلة من ليالي العشق.
تلك المكالمة المخطوفة من الزمن!
-
ألو...صباح الورد ..استأذني للخروج باكرا من
عملك اليوم سنذهب الى مشوار .
-
صباح النور.... لحظة أفهمني أي مشوار؟؟
-
ليس لدي وقت لاشرح سأمر عليك الساعة 11 كوني
في سيارتك ... باي!
≈≈≈≈≈
كل ما اذكره أني كنت في السيارة قبيل الموعد...ومقلتين تواقعان أحلاما رومانسية
على مد شارع قاتم.. تنتظران سطوع نجمة!
كرجل نبيل تقدم عن موعده بوهلة.. لتنفتح لنا طرقات الورود.. وتتأرجح بنا الأماني!
انظري أمي الى هذا الكائن الذي يعانق اصبعي
الموصول الى اوردة القلب!
ما هذا ..أرى دموعي في مآقيك أماه!
≈≈≈≈≈
على جناح الحمائم.. انتشر الخبر.. وانهمر كالعطر.. اتلقى التهاني.. والدهشة
تحتلني!
≈≈≈≈≈
لا أحب حفلات الزفاف.. أمقت صخب الأغاني المستهلكة.. اشعر بالدوار من بهرجة
الألوان والأصباغ.. ذاكرتي تتوتر لمعرفة الوجوه المختبئة تحت تلك الأقنعة الزاهية..وتلك
الضحكات الزائفة تطعن أسماعي.. وتلك الأشعة المقطعية التي تمارسها العيون لأجسادنا
المطوقة بالفساتين.
حضرت مكرهة لأمارس نفاقا
اجتماعيا..عجبت من اصرار المديرة علي حضوري زفاف ابنتها؟ وهو سلوك غير معتاد منها
.. واهتمام غير مسبوق بي! إن وراء الأكمة ما وراءها!
هاهي تستقبلني بقبلة ومجاملات وتأخذني الى
طاولة زميلات العمل!
لم يطل مقام حيرتي.. وسرعانما تفككت الطلاسم..
عندما همست لي احدى الزميلات غامزة: مبروك..لقد
أمسيتِ من ال vip !!
مشيرة إلى خاتمي ..
إذن اقتراني بتركي هو سر أسلوب مديرتي الجديد
معي!!
شعرت بالاختناق.. توجهت إلى طاولة قصية..
خالية!
امسكت هاتفي لاخرج من هذا الجو الخانق.. اذا
برسائل تتقافز شقاوة من تركي.. تبخر استيائي.. وأينعت وردة فواحة على طاولتي
تمت محاصرتي فجأة وأحيل بيني وبين مغازلته!
نظرت الي تلك السيدة وهي تتأهب بمشاركتي
الطاولة..
-
أنت سلمى؟
-
اجل.
الاخرى : أنت اجمل من الصور!
جلسن بجانبي.. وعاصفة من التخمينات تتشكل في أفقي!
ابتسمت الفتاة وهي تنظر الى المحبس.. وهمست:
ذوق جميل!
الأولى: انا شقيقة تركي..وهذه شقيقتي الصغرى.
وكانت معهما سيدة تنظر الي بكل غل.. ظلت
مجهولة الهوية!
تبادلنا
أحاديث لطيفة.. بينما السيدة المجهولة ظلت متكئة الى جدار الصمت.
≈≈≈≈≈
في طريق عودتي.. هاتفني :
لقد سحرتِ شقيقتاي.. ايتها المشعوذة!
-
ههه الا السيدة الصامتة ظلت متوجسة طيلة
السهرة.. اتصور أنها كانت مشروع زواج!
-
ههههه وعرّافة... ابنة عمي .. المرشحة الاولى
لانتخابات زواج هذا الارمل التعس!
-
طيب هي جميلة ومناسبة.. فلماذا تفطر قلبها ؟
-
القلب يا سيدة قلبي ... مرتهن بوقع خطى أميرة
ساحرة!
-
أحبك.
-
آآآه... لا تزيدي في الكلام.. والا اختطفتك الآن!
- مجنون.
-
بكِ!
≈≈≈≈≈
استيقظت متأخرة عكس عادتي في الاجازات..
جلست ارتشف الشاي في المطبخ، بجانب فراس الذي
كان يتشارك وجبة الافطار مع شقيقتي. وأمي كانت منهمكة باعداد حساء اليقطين الذي أحبه
(البوبر).
دلف أبي المطبخ وهو يحدث أمي: لقد تحدد موعد
عقد القران.. سيكون بعد اسبوعين!
يتبع،،،
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف